24.4.08

عتاب

لي عليك عتاب يا أمي، لا لأنى غاضب منك و لكن لأنى أحبك جدا و بجنون، لأنى لا أعرف إلا أنت، و لا أطمئن لسواك.....

لما تتركينى دوما يا أمى و تذهبين؟! لما عندما يشرق قرص الشمس لا أجدك معى؟! هل تواعديه يا أمى؟ هل تحبيه أكثر منى؟! انى أكره هذا القرص الملتهب..فهو يأخذك منى دوما و يبعدك عنى فأنتظر حتى يرحل بعيدا و يتركك تعودين إلى و تضمينى لقلبك فأشعر بدفئ يديك تحنو على رأسى و تقربنى إليك.

لما يا أمى تتركينى مع هذة المرأة العجوز التى تتحدث بلسان غير لسانك؟! إنها تقول كلمات ليست ككلماتك و أظل أصرخ يا أمى كى أسمع منها كلماتك و لكن دون جدوى. أوقات كثرى يا أمى أفتح عيناى فلا أرى و جهك و أرى وجه هذة المرأة العجوز و أظل أبحث عن ملامحك بين ملامحها فلا أراها و أظل أتشممها علّي أجد شذاك بين ثناياها و لكنى أيضا لا أجد عبيرك إلا عندما تعودين و تضمينى بين ذراعيك.

لما ياأمى عندما تعودين تذهبين عنى بلبك و تظلى تثرثرين مع هذة المرأة و تتركينى أناديك بصرخات لا أقوى إلا عليها؟! هل تعلمى يا أمى أنى أظل أنتظر أن تضمينى و لكنك لاتلتفتى إلي فأعلم أنك لم تتشوقينى؟

أكره الشمس لأجلك يا أمى و أحب الليل لأظل بين ذراعيك،أفرح جدا يا أمى عندما تأخذينى بين ذراعيك و تضمى رأسى إليك، أفرح ولكن فقط لدقائق معدودة فسرعان ما تتركينى وتضعين لى لعب بلهاء لا أريدها و لا تستهوينى، أريدك أنت يا أمى و لكنك تذهبين عنى تعبثين بأشياء أراها دوما ولكنى لا أفهمها، تفعلين أشياء كثيرة تخيفنى و فهذا الصندوق الذى يشتعل نارا تقفين دائما أمامه تعبثين بأشياء فوقه تصدر أصوات ترعبنى و هذا الشئ الاخر عندما تضغطين عليه أتجمد خوفا من صوته و أصرخ خوفا يا أمى و أجرى أجلس تحت قدميك علّك تحمينى و لكنك كالعادة دوما تتركينى و أظل أبحث فيك دوما عن حضن يشعرنى بالأمان، أنتظر منك يا أمى تضمينى لتزيلى الخوف من قلبى و لمنك كالعادة أيضا تتركين.

أحتاج و أشتاق إليك يا أمى، لا أريد المرأة العجوز بكلماتها الغريبة و لا أريد الألعاب البلهاء، أريدك أنت يا أمى أريد حضنك الدافئ و أريد يديكى تداعبنى و لكن دون أن تنهرينى ودون أن تضيقى بى، كأنك نسيتى يا أمى أنى وليدك و صغيرك كأنك نسيتى يا أمى أنى أنا قلبك الصغير الذى لا ينبض إلا لك و بك.

لا تغضبى مني يا أمى فأنا لا زلت أضعف مما تتخيلين ....

صغيرك الذى لم يكمل عاما من عمره