11.8.08

حنين

انتهى يومى بكل ما فيه من صخب و أعمال و مهام لا تنتهى أبدا وأبدا لم ولن تنتهى على الوجه الأكمل، ولكنه انتهى بكل ما فيه ونام صغيريّ - زوجى و وليدى- وشعرت بحنين غريب للكتابة، لكنى لا أدرى ما الذى سيخطّه قلمى فكم هو عاجز عن نقل احساسى، فأفكارى بلا دروب، تجول بعقلى وترفض أن تكتمل...ماذا أكتب؟!

هل لى ان أكتب عن الأيام القليلة التى قضيتها بمملكتى دون الخروج الى العمل؟! لم أشعر بهم أيام بل كانت مجرد سويعات قليلة تأملت فيها أشياء طالما رأيتها وسمعتها ولكنى ابدا لم أدركها وأبدا لم تشغل تفكيرى.

فكم جميل زوجى عندما سمعته يردد" السلام عليكم، ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله" كلما دخل المنزل، وكم كان أجمل عندما سألته عن سر هذا القول كلما دخل وأجابنى أن السبب حبه الشديد لمنزلنا واعجابه به رغم تواضعه، حقا غمرتنى السعادة وشعرت انى ملكة متوجة على أجمل مملكة فى الدنيا.

وكم كنت سعيدة عندما اكتشفت المخبأ الخاص بقرة عينى الذى يبلغ عاما من عمره، حقا رائع عندما يخبئ كل ما يعجبة أسفل تلك الأريكة ثم يظل يبكى حتى أخرج له ما يريد مرة أخرى, كم هو رائع عندما يقترب رويدا رويدا من حصانه الخشبى ثم يجرى فجأة مختبئا بأحضانى خوفا منه، وكم هو رائع عندما يجلس رافعا قدميه نحو فمى كى أقبلهما فأقبلهما وأدعو الله ان يتذكر ذلك عندما أحتاجه لى قدما وعينا وسندا وقوة. ينفطر قلبى لبكائه ويرقص فرحا لفرحه، تنسينى ضحكته أصعب المواقف وكل المتاعب و الأحزان.

شعرت فى هذه الأيام القليلة أنى امرأة بكل معانيها، زوجة وأم، وتمنيت لو أن تصبح حياتى فقط لصغيريّ، تمنيت لو أصبح أنا مائهما وهوائهما، لو أصبح أنا نبض قلبيهما، تمنيت لو أصبح انا الكلمات تسرى على ألسنتهما.

تمنيت لو توقف الزمن عند هذه اللحظات ولكن سرعان ما انقضت أيام من أجمل أيامى وعادت الأيام كما كانت وعدت من جديد تمر علي كلمات زوجى مر الكرام وعدت أغضب كلما وجدت الأشياء تحت الأريكة و أصبح وليدى لا يجد الحضن الدافئ كى يحتمى به من حصانه الخشبي وعدت مرة أخرى نصف امرأة ولكنى لازلت أقبل قدم ابنى كل يوم داعية لله عز وجل أن يسامحنى عندما يعلم أنى كنت أتركه كل صباح لامرأة ليست من دمه ولا لسانها من لسانه آملة أن يعي أن ذلك فقط كان من أجل أن نحيا معا أسرة صغيرة من أم وصغيريها.