إن الله عز و جل أعطى المرأة حقوقها و كرمها بأن صان لها كرامتها و حفظ لها ماء وجهها عندما جعلها مسؤلة دائما من أحد- أولا من والديها ثم بعد ذلك من زوجها-فوالله ما رأيت تكريما للمرأة أفضل من وجودها بمنزلها، أن تجعل منه مملكة وتتربع هى على عرشة، أن تملأه بالحب و الدفئ و الحنان.
حتى لا يفهمنى البعض بشكل خاطئ لا أقصد بقولى هذا أن تبتعد المرأة عن ميدان العلم و الثقافة، بالعكس يجب أن تصل المرأة الى أعلى مراتب العلم و يجب أن تكون دائما متطلعة و مثقفة حتى تكون قادرة على تأسيس أجيال قادرة حقا على تحمل المسئلية، فعندما تكون المرأة على درجة عالية من العلم والثقافة ستستطيع تنمية مواهب و قدرات ابنائها ورعايتهم و تعليمهم و تربيتهم بشكل صحيح. وتأكيدا على كلامى هذا دعونا نلقى نظرة عابرة على مجتمعنا بعدما نزلت المرأة للعمل وبعد مساواتها للرجل، زادت أولا نسب الطلاق بشكل بشع لأنه أصبح هناك ندان بمنزل واحد، وزادت الأمراض النفسية للأطفال بشكل كبير، وزادت نسب الإنحراف بين الشباب بشكل أكبر.
فبالله عليكم أخبرونى كيف يكون مصير أبناء لا يرون آبائهم وعندما يروهم يجدوهم فى حاجة لمن يرعاهم من كثرة الإجهاد و التعب. فمن يرعى إذن ومن يضم ومن يحتوى ويحن ويحل فمن يكون السند والأمان ومن يكون الموجه والمرشد؟! كيف سيصبح عندنا رجال قادرين على تحمل المسؤلية ونساء عظيمات يكن السند و الأمان؟!
ولنقل أن هناك بعض النساء اللاتى فى حاجة الى العمل وفرضت عليهن ظروفهن نزولهن الى العمل، إذن يجب أن يوفر لهن أصحاب العمل الظروف المناسبة لكونها امرأة على الأقل عدد ساعات عمل مناسبة تستطيع من خلالها أن تعطى أولادها حقهم ونفسها حقها و عملها حقه.
أقول ذلك وأنا امرأة وصلت لدرجة عالية من العلم وعلى ما أعتقد أضم قدرا من الثقافة و أعمل بالفعل ولى مكانة لا بأس بها ولكنى لم أجد إحساس أروع من كونى امرأة مسؤلة عن مستقبل صغير أبنيه بيدى، مسؤلة عن صفحة بيضاء أكتب أنا بها ماشئت، مسؤلة عن طفل لا حول له و لا قوة تغمره السعادة بمجرد أن أجلس بجانبه. وما يزيد روعة إحساسى أن أشعر أنى مهما كبرت لازلت صغيرة عندما أجدنى بجانب زوجى يرعانى كما أرعى صغيرى.
وأخيرا أشكر الله عز وجل كونى امرأة و أحمده كونى أم و أشكر فضله كونى زوجة.